Sélectionnez votre langue

رد معھد باستور تونس على حملة التشویھ المتعلقة بالبحوث السریریة حول مرض اللشمانیا الجلدیة

2016بيان صحافي 31 مارس

ردا على المقال الذي نشر بجريدة الشروق الثقافي بتاريخ 30 مارس 2016 تحت عنوان" أطفال الجنوب فئران تجارب والمقابل 50 د"، والذي تضّمن اتهامات خطيرة لمعهد باستور تونس و لوزارة الصّحة ولمجموعة من الكفاءات الطبّية، يتحتم علينا توضيح حقيقة هذا البرنامج المتعلّق بتطوير دواء في شكل مرهم ضد مرض اللشمانيا الجلديّة والقيام ببحوث سريرية.

نطمئن الرأي العام أن هذه البحوث لم تمثل أي خطر على صحة المرضى بل بالعكس فهي تعطي أملا كبيرا في إيجاد دواء ملائم وناجع ضد مرض اللشمانيا الجلدية.

لقد وقع الإتصال بمعهد باستور في أفريل 2015 من طرف صحفيّة من New Zeland تدعى ياسمين ريّان لإنتاج شريط وثائقي حول القطاع الصحّي بتونس وبالخصوص في ميادين البحث العلمي والتجديد لحساب قناة الجزيرة ، ولكنّه تبيّن عبر محتوى الحوارات التي أجرتها المكلفة بالإنتاج السيدة إيمان بن حسين وفريقها، أنّ الهدف الحقيقي كان لتنفيذ أجندا خفيّة ، تهدف إلى تشويه سمعة المعهد وطبيعة البحوث العلمية المتعلّقة بتطوير دواء ضد اللشمانيا الجلديّة٠

إن هذا المقال يحتوي على اتهامات خطيرة وادعاءات مغرضة ومغالطات فضيعة للرأي العام في حق الدولة التونسية ووزارة الصحة ومعهد باستور وكوادره العلمية.

إن معهد باستور تونس مؤسسة عريقة تحتل موقعاً متميزاً في مجال الصحة بالبلاد التونسية، معترف بها على المستوى الوطني والإقليمي و الدولي. فهو يضم مخابر مرجعية وطنية وإقلمية لعديد الأمراض، ويحتوي على وحدة متطورة اإنتاج تلاقيح والأمصال. ويشارك في عدة محاور ذات أولوية في السياسة الصحية للبلاد. كما أنه يمثل المخاطب المباشر لعديد المؤسسات على الصعيد الوطني والدولي.

يجدر التذكير أن مرض اللشمانيا ظهر بكثافة بولاية القيروان منذ سنة 1982 و أنتشر بصفة تدريجيّة وبلغ سيدي بوزيد في سنة 1990، ثمّ شمل 15 ولاية تمسح كلّ الوسط والجنوب التونسي حيث تبلغ الإصابات من 1000 إلى 10.000 حالة في السنة. أمام هذا الوضع الوبائي و منذ سنة 1990 ، سخّر معهد باستور، تحت إشراف وزارة الصحّة وبالتنسيق مع الإدارة الجهويّة بسيدي بوزيد، كل طاقاته للمساهمة في إيجاد حل لهذا المشكل الصحي.

و قد كان برنامج الدراسات السريرية لتطوير دواء في شكل مرهم محوريا ، لتعويض الدواء الوحيد المتوفر والذي يسبب كثيرا من المضاعفات وصعوبة في الاستعمال (حقن) وذو كلفة عالية.

و قد بدأ هذا المجهود تحت إشراف المنظمة العالمية للصحة منذ سنة 1990، وكان يهدف لتوفير مرهم ناجع يمكن استعماله في الوسط المدرسي للاستئصال هذا المرض. وتواصل هذا البرنامج مع معهد ولتر ريد بواشنطن مند سنة 2002 الذي طور تركيبة هذا المرهم وكان هذا البحث يشمل عدة بلدان من ضمنها تونس فرنسا، باناما والبيرو.

وتجدر الإشارة، أن معهد والتر ريد من أبرزمعاهد البحوث في العالم في مجال الصحة’ و هو يخضع لاشراف وزارة الدفاع الأمريكية، كما أنه يمتاز بقدرة عالية في تطوير أدوية ولقاحات ضد عدة أمراض خطيرة كالملاريا والسيدا.

إن البرنامج المشترك بين معهد باستور ومعهد ولتار ريد، يهدف إلى دراسة مدى نجاعة هذا المرهم الذي يحتوي على نوعين من المضادات الحيوية مسجلين منذ سنة 1940، والتي يقع استعمالها في تونس بصفة متداولة ضد الأمراض الجرثومية في شكل أقراص و حقن.

إن توفير عينات المرهم المعدة للبحوث السريرية من مشمولات الجهة الراعية للبرنامج (معهد ولترريد). وقد وقع انتاجها بجامعة IOWA في المرحلة الثانية للبحث ، وفي مخابر TEVA بأمريكا في المرحلة الثالثة. وقد تأكد معهد باستور من مطابقة كل هذه العينات لمعايير الجودة والسلامة عن طريق مخبر مؤهل بفرنسا قبل استعمالها.

إننا نؤكد على أن مشاركة المرضى كانت عن طواعية ومجانية ولا تخضع لأي نوع من الضغط المادي أو المعنوي، غيرأن القانون الجاري به العمل يسمح بتغطية بعض المصاريف المنجرة مباشرة عن المشاركة في مثل هذه البحوث (مصاريف التنقل ، تعويض ساعات العمل..) وهذا ما يفسر أن بعض المتطوعين تحصلوا على مبلغ 50 دينار لتغطية هذه الكلفة.

وفي ما يخص تشريك كل الفئات العمرية من 5 سنوات الى 65 سنة في هذا البحث السريري فإن هذا الاختيار فرضته طبيعية المرض في تونس حيث يتركز هذا المرض في الفئة العمرية الأقل من 15 سنة في 75 بالمائة من الحالات في المناطق التي توطن فيها هذا المرض .إن وجود هذه الشريحة العمرية في هذه التجارب يمكن من تمتعها بهذا المرهم مباشرة بعد تسجيله وتصنيعه

لقد كانت هذه الدراسات والأبحاث مطابقة تماما لمعايير الجودة الدولية و الإجراءات بوزارة الصحة ومبادئ الأخلاقيات الطبية. كما تم نشر مختلف نتائج هذه البحوث في أرقى المجلات العلمية مما يعد فخرا للباحثين والمعهد وتونس.

في الختام، يؤكد معهد باستور على جودة هذا البحث ومصداقيته وما ينبثق عنه من نتائج إيجابية على صحة وسلامة المواطن و إمكانية تصنيع هذا الدواء الجديد بتونس، ويندد بهذه الحملة المغرضة التي تهدف إلى تقويض مؤسسة عريقة تعد صمام أمان للصحة العمومية ببلادنا

 

Contacts

13, place Pasteur, B.P. 74 1002 Tunis, Belvédère Tunisie

E-mail : info@pasteur.tn

Téléphone : +216 71783 022 / +216 71 843 755